الأحد إبريل 13 2008
القدس – تكشفت فضيحة طالت الجيش الاسرائيلي لم يعرف أبطالها. أذ سرب الأشخاص المجهولون الذين يعتقد أنهم جنود عشرات الصور وربما المئات منها، والتي عرضت اسرار ويوميات الثكنات الاسرائيلية وتم نشرها على شبكة الانترنت وبالذات صفحات موقع "فيس بوك" ذائع الانتشار.
ووجدت صحيفة "جيروزاليم بوست" عشرات الصور التي نشرها جنود سابقون او يخدمون حاليا، تظهر جهات داخلية وخارجية من قواعد عسكرية وابراج تحكم ومراقبة للحركة الجوية تابعة الى سلاح الجو، كما عرضت بشكل واضح معداتها الالكترونية وانظمة الاسلحة في زوارق حربية وانواعا وكميات من الاسلحة التي تستخدمها وحدات المشاة. ويظهر في هذه الصور ايضا اسماء واعداد وحدات مشاة واستطلاع، وساحات تدريب مشاة وتشكيلات قتالية وتدريبات قوات سرية داخل مجسمات لمدن وقرى فلسطينية، وامور كثيرة اخرى.
"انقر على العنوان للمزيد من التفاصيل"
وقالت وزارة الدفاع الاسرائيلية انها مدركة لخطورة التهديد للأمن القومي الذي تشكله ظاهرة نشر الصور ومواد اخرى بلا تمييز على مواقع تعارف اجتماعية على شبكة الانترنت.
واشارت الوزارة ان كل من يضبط وهو ينشر معلومات سرية على الشبكة الالكترونية سيخضع الى محاكمة عسكرية. وقالت الوزارة انه ليس لديها معلومات عن قيام اجهزة استخبارات اجنبية او مجموعات ارهابية بأستغلال الصور المتوفرة على موقع "فيس بوك" لجمع معلومات عن الجيش الاسرائيلي. ولكن مصادر عسكرية اكدت ان الجيش يسابق الزمن من اجل تعقب وازالة المعلومات السرية من الموقع الذي يتمتع بشعبية عالمية واسعة النطاق.
وقبل شهور عدة، بدأت وحدة خاصة في الجيش بتفتيش موقع "فيس بوك" بحثا عن اية مؤشرات على صور او خرائط او نصوص عسكرية اسرائيلية. وما وجدته الوحدة شكل صدمة للمؤسسة العسكرية: فقد نشر جنود اسرائيليون سابقون وحاليون صورا لهم داخل غواصات وثكنات قيادة وتحكم، واثناء تدريبات باستخدام اسلحة خاصة، واخرى لهم وهو يستعرضون معدات اتصال اويقفون قرب طائرات سلاح الجو.
وقام العديد من الجنود بنشر اسماء وحداتهم والمواقع التي يتمركزون فيها حاليا. وكانت هذه الصدمة كبيرة جدا بحيث اصدرت اعلى المستويات في وزارة الدفاع امرا الى كل منتسب في الاجهزة الامنية الاسرائيلية، ومن ضمنها الجيش الاسرائيلي والبحرية وسلاح الجو وجهاز الامن العام "شين بيت" والوزارة ذاتها بابداء حذر شديد حول ما ينشرونه على "فيس بوك" ومواقع التعارف الاخرى، اضافة الى مدوناتهم الخاصة الاخرى.
وما تزال الوحدة الخاصة، التي تركز حاليا على منع تسريب معلومات استخبارية داخل الوزارة نفسها، تذرع الشبكة الاليكترونية بحثا عن معلومات قد تهدد امن اسرائيل: ويجد اعضاء الوحدة تسريبات دائما. وقال ممثل عن الوزارة ان المشكلة مع موقع "فيس بوك" هو انه مفتوح تماما على اي شخص وانه من الصعوبة بمكان مراقبته ومتابعته. وقال ناطق للجيش الاسرائيلي ان الرقابة يجب ان تنبع من داخل الجنود انفسهم.
وادركت الوزارة انها لا تستطيع تفتيش الملف الشخصي لكل جندي اسرائيلي على "فيس بوك بحثا عن علامات على معلومات سرية"، نظر الى ان هناك مئات الآلاف من الاسرائيليين الذين لديهم حسابات في الموقع، ولذلك فانها اصدرت تعليمات مكتوبة وتحذيرات شفهية الى الجنود بضرورة ابداء مزيد من الحذر.
وتصنف وحدة الاستخبارات الميدانية في الجيش الاسرائيلي الصور التي تظهر اسلحة متطورة او مخازن اسلحة او تدريبات بالاسلحة او الاجزاء الداخلية للقواعد العسكرية اضافة الى شكلها الخارجي، والاعلان عن اسم ورقم الوحدة التي يخدم فيها الجندي ( خاصة المتعلقة بوحدات حساسة) وامورا كثيرة اخرى على انها معلومات سرية. وقال الناطق: "من الواضح ان الجندي يرتكب جريمة اذا قام بنشر صورة له بالزي العسكري واعلن انه ينتمي الى وحدة "ساييرت ماتكال" ( وهي وحدة استطلاع سرية للغاية تابعة لقيادة الاركان العامة).
ولكن في حال قام جندي بنشر صوره له مع اصدقائه من الوحدة المختارة وهم لا يرتدون الزي العسكري اثناء حفل شواء على سبيل المثال، فان تلك لا تعتبر جريمة. والمشكلة هي ان هذه الصور من حفلات الشواء تنشر في نفس الملف الشخصي مع صور تظهر جنودا يرتدون الزي العسكري.
وفي شباط (فبراير) الماضي، امر سلاح الجو الاسرائيلي جميع طياريه الذين لديهم حسابات في "فيس بوك" بازالة صورهم وهم يرتدون الزي العسكري وحذف اية اشارات الى خدمتهم في سلاح الجو من ملفاتهم الشخصية. ويذكر ان عدة وحدات حماية القواعد الجوية لديها مجموعات في "فيس بوك"، ولكن الكثير من افرادها يبينون ما هي وظائفهم وفي اي الوحدات يخدمون ومواقع قواعدهم. وهناك على الـ "فيس بوك" ايضا عدة مجموعات خاصة بوحدات التحكم بالملاحة في سلاح الجو، وقد نشر عدد من افرادها صورا لهم داخل ابراج التحكم.
ومن بين المجموعات المثيرة للاهتمام في الموقع مجموعة تسمى "انا ايضا اديت الخدمة في كرياه (مقر للجيش في تل ابيب"). وتضم هذه المجموعة مئات الاعضاء. وبالبحث في بعض الملفات الشخصية الخاصة بهم، اكتشفت "جيروزاليم بوست" عدة صور التقطت داخل المقر، وهو من اكثر المواقع حساسية في اسرائيل ويضم المركز العصبي لموظفي القيادة والتحكم في الجيش الاسرائيلي. وعرضت بعض هذه الصور معدات اتصال حساسة في بعض المباني الداخلية.